معركة المكيمن – من معارك قبيلة أولاد سليمان

في يناير 1928 صمم شيخ قبائل أولاد سليمان وزعيم الصف الفوقي وأحد مؤسسي الدولة الليبية المعاصرة السيد / حمد سيف النصر على غزو منطقة مزدة لتحريرها من جنود العدو بعد ان علم ان العدو يعد في تلك المنطقة حشودا ونقط تجمع ، يستهدف من ورائها غزو فزان .

وبتوفيق من الله وفي سرعة عجيبة وأيام قليلة تمكن قائد المكيمن

المجاهد حمد سيف النصر من جمع عدد كبير من المجاهدين و هجم بهم على جهة المكيمن ليلا و كان هجومه مفاجأة أذهلت الأعداء !

أصدر حمد سيف النصر تعليماته للجنود بعدم إطلاق النار و التسرب إلى معسكرات الأعداء تحت جنح الظلام و استعمال السلاح الأبيض في المعركة و نفذت تعليماته بدقة عجيبة !

و لم تكد تظهر شمس الصباح حتى كان المجاهدون قد أبادوا الأعداء و عددهم خمسمائة جندي و لم يستشهد من المجاهدين سوى ثلاثين.

و قد ثارت ثائرة الأعداء من جراء الخسائر التي لحقت بهم في هذه المعركة فأمروا قواتهم التي كانت تعسكر بالجفرة ومزده و غريان وبونجيم وبني وليد . أمروها بالتوجه الى الشويرف التي اتخذها حمد سيف النصر مركزا للمجاهدين و في شهر ابريل 1928 وصلت القوات التي تحركت من غريان وتصدى لها المجاهدون فأبادوا جنودها و غنموا مدافعها و أسلحتها و معداتها و مؤونتها كما احرقوا طائرة كانت تحمي هذه المعركة اثناء تحركها .

و لم تمضي ساعات من القضاء على هذه الفرقة حتى كانت الفرقة القادمة من بني وليد قد وصلت فاشتبك معها المجاهدون و في اثناء هذه المعركة وصلت القوات الوافدة من بونجيم معززة بالطائرات التي كانت تقذف بقنابلها من الجو على المجاهدين و حوصر المجاهدون في مكان بين جبلين

و أحاطت بهم قوات العدو من كل جانب

و في سرعة مذهلة انطلق حمد سيف النصر بجواده و الرصاص ينطلق من بندقيته صوب الممر الواقع بين الجبلين فالقي الجنود الايطاليون بأسلحتهم ذعرا و خوفا من هذا الرجل الخارق لطبيعة البشر وفروا لا يلوون على شئ مخلفين أسلحتهم جميعا مع أطنان الذخيرة و المؤونة و الأمتعة ، ثم جمع الأعداء شتاتهم و أسرعوا نحو بئر قريب مكان الموقعة حيث أقاموا على البئر ليحولوا دون وصول المجاهدين إليه فيموتوا بذلك عطشا و لكن حمد سيف النصر لم يلبث أن هاجم وجنوده المكان و أجلوا الأعداء عن البئر و قد قتل في هاتين المعركتين أكثر من ألف ايطالي بينما لم يستشهد سوى مئة شهيد.

____من هو حمد سيف النصر __

حمد سيف النصر …

شيخ قبائل أولاد سليمان وزعيم الصف الفوقي

ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻔﻮﻗﻲ ﺣﻠﻒ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ عدة ﻗﺒﺎﺋﻞ ‏ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ وتحديدًا ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻲ

حمد سيف النصر …

اسم طالما كانت ترتعد لسماعه فرائص جحافل المعتدين الإيطاليين .

حمد سيف النصر …

اسم كان مجرد ذكره يكفي لان يبعد النوم عن جفون آلاف من جنود إيطاليا المدججين بالسلاح ليظلوا طوال الليل مفتحي العيون ينتظرون فى خوف وفي وجل شروق النهار ليلقيهم “شر هجماته و ضرباته “على حد تعبير جراسياني .

حمد سيف النصر …

الرجل الذي هزم قادة ايطاليا العسكريين و كان لهم جميعا الضربات و اللطمات و الحق بهم أفدح الخسائر و لم يستطيع أي واحد منهم أن يتبين حتى معالم وجه .

حمد سيف النصر …

ليث الصحراء الذي حطم ورفاقه ببنادق الصيد العتيقة الرخيصة أشد وأفتك ما أنتجته مصانع الطليان من أسلحة الدمار و الهلاك .

حمد سيف النصر …

الرجل الذي بث فى قلوب الإيطاليين جنودا و ضباطا قادة و ساسة الهلع فكان اسمه يؤرق القادة و الساسة ورصاصه يحصد كل يوم عشرات الضباط و مئات الجنود .

حمد سيف النصر …

الرجل الذي لم يباعد الهجرة الطويلة بينه و بين وطنه فعاد يحمل السلاح من جديد على رأس جيش من مواطنيه الليبيين المهاجرين إلى السودان الفرنسي ليشارك في تحرير بلاده من الاستعمار الغاشم فأعاد إلى الازدهار ببطولاته .

حمد سيف النصر …

الرجل الذي راوغ الاستعمار وضحك على أكبر العقول الاستعمارية خبثا و دهاء يوم وقف وقفته التاريخية إمام لجنة التحقيق الرباعية .

حمد سيف النصر …

· فارس من فرسان الصحراء أجاد ركوب الخيل و الرماية و إصابة الهدف .

· امتاز بالصراحة و الجرأة و العطف و حب الخير كان حاضر البديهة سريع الخاطر لاذع النكتة .

· خاض أكثر من خمسين معركة و موقعة مشهورة بالإضافة إلى اشتراكه في بضع عشرات أخرى من الاشتباكات الصغيرة في جميع الجبهات الحربية بالوطن الليبي .

· جرح أكثر من عشرين مرة و أشرف على الموت فى بعض المعارك كالقرضابية و شويرف .

· رفض المساومة و المهادنة و اثر الهجرة إلى تشاد عام 1930.

· عاد إلى أرض الوطن على رأس فرقة من المجاهدين ساهمت بنصيب عظيم في طرد ايطاليا من الجنوب الليبي و عين حاكما لفزان حتى إعلان الاستقلال .

· شهد له المستر أدريان بيلت مندوب الأمم المتحدة بالصلابة في الحق و التمسك بالمبادئ الوطنية السامية .

· وقف في وجه المحاولات الاستعمارية و مشاريع الانفصال .

· كان أول والي لفزان.

مكان وتاريخ الميلاد / بادية أولاد سليمان بوسط ليبيا. 1877

سيرته / زعيم وطني ليبي، مناضل ومجاهد ضد الغزو الإيطالي لليبيا، حاكم إقليم فزان ،شيخ قبائل أولاد سليمان وزعيم الصف الفوقي

فترة الحكم / 1943 1954.

تاريخ الوفاة / 1954.